-A +A
صالح شبرق (دبي)
تضمنت فعاليات اليوم الثاني للدورة الخامسة من «قمة المعرفة 2018»، جلسة تفاعلية بعنوان «الإعلام.. تأثره وتأثيره في اقتصاد المعرفة»، والتي استضافت نخبة من المتحدثين من المسؤولين وصناع الإعلام.

وناقشت الجلسة مجموعة متنوعة من المواضيع المهمة التي شملت أهمية الإعلام في دفع عجلة اقتصاد المعرفة، وآليات اختيار المحتوى الإعلامي في عصر الوفرة، وكيفية إسهام جيل الشباب في تغيير ملامح صناعة الإعلام، بالإضافة إلى مناقشة دور وسائل الإعلام في صناعة محتوى إعلامي معرفي يواكب تطورات العصر واهتمامات المجتمعات الشابة.


وقال منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام: «إن العلاقة بين الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي تكاملية، ومازالت وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية هي الأكثر مصداقية، مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد في نظر القراء».

وأضاف المنصوري: «اليوم الكلُّ صحفي، والمعلومةُ لم تعدْ حكراً على وسيلةٍ دون أخرى، فالسرعةُ والانتشارُ وقوةُ التأثيرِ أصبحت عناصرَ أساسيةً في مشهدِنا الإعلامي، فأحياناً يصبح المتلقي مرسلاً والمرسل متلقياً، بل وأصبحت وسائل الإعلام تستفيد من الجمهور في الحصول على الخبر، ومع هذا التطور برزت لدينا تحديات أهمها الأخبار الزائفة والأخبار المضللة، وما يتطلب ذلك من جهد لتثقيف الجمهور بكيفية محاربتها والحد منها».

وبيَّن المنصوري أن الشباب لهم دور كبير في ازدهار وبناء المجتمع، فهم مصدر ثروة الدولة وعماد مستقبلها، وقد أولت قيادتنا الرشيدة الشباب كل الاهتمام والتمكين، وقمنا في المجلس الوطني للإعلام بإطلاق «مجلس الشباب الإعلامي»، الذي نسعى عن طريقه إلى معرفة آراء الشباب إزاء مختلف المواضيع الإعلامية، لضمان مواكبة تطلعاتهم وآرائهم وتعزيز دورهم في صناعة المستقبل.

واختتم المنصوري قائلاً: «نحن نعيش في عصر GOLDED AGE OF JOURNALISM، وهو مرحلة تعيد صياغة ما كان متعارفاً عليه من ثوابت في قطاع الإعلام لسنوات عدة، وتعيد تعريف دور الإعلام ومدى مساهمته في بناء المجتمع، إن مستقبل الإعلام أصبح مرتبطاً بتطور الحلول التقنية وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والثابت في صناعة الإعلام هو المحتوى».

من جانبه، بيَّن علي جابر عميد كلية محمد بن راشد للإعلام ومدير مجموعة أم بي سي، أنه لا وجود لاقتصاد المعرفة دون الإعلام الذي تحول إلى صناعة رائدة ومتفردة تضاهي الصناعات الكبرى، وضمن هذا التوجه تسعى حالياً كبرى المؤسسات المطورة للتكنولوجيا إلى دعم البعد الإعلامي من خلال ما تقدمه من حلول ووسائل تقنية تشكل شريكاً استراتيجياً للإعلام، وتسهم في إبراز أهميته وتعزز من سرعة نقل المعلومة.

وفيما يخص دور الشباب في الارتقاء بقطاع الإعلام، أكد الجابر أن الشباب هم قوة وثروة لابد من الاستثمار فيها لضمان تقدم المجتمعات ولا بد من زيادة الثقافة الإعلامية لديهم، وتعريفهم بأخلاقيات المهنة والمعايير الواجب اتباعها، ليتمكنوا من قيادة مستقبل قطاع الإعلام.

وفي معرض حديثه عن استمرارية الإعلام التقليدي في ظل ظهور أشكال جديدة للإعلام، ذكر الجابر أن الإعلام التقليدي هو الإعلام الحقيقي، وأن الورق هو وسيلة لتوزيع الأخبار وتقديمها، مؤكداً أن اندثار هذا النوع من التوزيع يعد إيجابياً لما له من فاعلية في المحافظة على البيئة، لا سيما وأن تداول الأخبار بحد ذاته عملية حيوية لن تندثر، وأن التكنولوجيا تشكل عاملاً رئيساً في انتشارها ومواكبتها لتطورات العصر.

وحول محور المصداقية والتصدي للأخبار الكاذبة، أكد الجابر أن منصات التواصل الاجتماعي هي وسيلة لنقل الأكاذيب نمت في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في قطاع الإعلام، وبالتالي بدأت بعض المؤسسات الإعلامية بالتخلي عن التحقق من صحة الأخبار ومصادرها لتستطيع منافسة سرعة نشر الأخبار التي تتميز بها بعض المنابر الشهيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولكن سرعان ما تنبهت المؤسسات لأهمية التحقق والمصداقية، وهو ما سيشكل عنصراً مهماً في نجاح هذه المؤسسات وضمان مستقبل أكثر ازدهاراً لها.

منجهة أخرى، قال عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام المصرية ونقيب الصحفيين: "اليوم الإعلام التقليدي يواجه مرحلة مفصلية في تاريخ الصناعة ككل، والتطور السريع الذي يشهده القطاع بفضل ما جلبته أحدث مخرجات التكنولوجيا يشكل نقطة تحول في مسار هذه الصناعة، وهو عامل رئيس يجب الاعتماد عليه في مواجهة التحديات والحيلولة دون اندثارها».

وأكد سلامة أن صحيفة الأهرام تسعى إلى استدامة التطوير والارتقاء بأدائها المؤسسي ضمن رؤيتها 2025، بهدف تحقيق تحويل ذكي وشامل لكافة مكوناتها بما يتناسب مع التطور الذي يشهده العالم.

وفي سياق متصل، أكدت الشيخة فوز الصباح مؤسس كراود كرييتف هاوس، أهمية إشراك الشباب في صناعة الإعلام وإيجاد مساحات تعكس اهتماماتهم وتهدف لإيصال أصواتهم من خلال تطوير محتوى يتناسب مع اهتماماتهم وطموحاتهم، مؤكدة أهمية تطوير قدراتهم ليكونوا قادرين على التعامل مع الإعلام وتقديم أفكار خلاقة تدعم صناعة المحتوى المناسب الذي يعبر عنهم، مضيفة أن استخدام التكنولوجيا مرتبط بشكل مباشر مع الارتقاء باقتصاد المعرفة، وأن الإعلام هو الوسيلة الأمثل للتوعية بقضايا الشباب ودعم الإبداع لديهم وتعزيز المعرفة.